في قديم الزمان كان ضابطا مرموقا، ذو رتبة معتبرة في الجيش الأمريكي ..
و كان بمعنى الكلمة ضابطا منضبطا !..
وفي أحد الليالي الماجنة، و في إحدى البارات أين تلتهب فيه كل ترسبات النفس الدنيئة..
من رقص ماجن..و وكلمات بذيئة..فشرب حتى ثمل، و اختلطت رائحة العرق برائحة الخمر..
فأخذ يترنح يمنة و يسرة و أخذ يغني و يعربد و يسب الوطن!!...
فعند الأمريكان سب الوطن جريمة لا تغتفر..فأخضع الضابط للمحاكمة ..و بعد المرافعات.. و الدفاع..
و الطعون ..صدر عليه حكم غريب !.. أن ينفى في سفينة وسط محيط و لا تطأ قدماه الأرض التي سبها.
و كيف يعيش في تربة سبها و لعنها بنزوة شربة خمر ؟!.. فيا له من عقاب!.. و يا له من حكم !..
منقول
فمرت أيام و ليالي و سنوات و سنوات فهو بين السماء و البحر ..فكانت تزوره طيور مهاجرة فأخذ يكتب عنها
و يصفها و يترقب تصرفاتها و طريقة معيشتها...و خلال تلك الفترة كان يستنجد بالسلطات الأمريكية لتعفو عنه..
و يصبح عالم طيور ..يرفع سمعة بلده و يكفر عن زلته ،و بعد محاولات عديدة و تدخل عدة أطراف من أقطاب
الحكومة الأمريكية..سمح له أن يدخل الولايات المتحدة الأمريكية ..و لكن !...
لا أن يعيش على أديمها بل يستطيع أن يعيش و لكن تحت الأرض ..في نفق لا يرى فيه أديم الأرض التي سبها..و لعنها..
و بقي هناك إلى أن أتى أجله و لم ينعم برؤية الأرض التي نبت فيها ،و لم يكحل عيناه برؤيتها..
لا لشيء إلا أنه سبها و هو ثمل !..
أعزائي عندنا و في ديننا حب الوطن من الإيمان !..
و نجد من بني جلدتنا من يسب الوطن جهارا و في أتم قواه العقلية..و يتفاخر !..
و لا أحد يستطيع أن يوقفه عند حده..و لو بكلمة لوم أو عتاب..لقد إستهنا بوطننا فنهشته الذئاب ونحن فيه..
فأهنا و أهين و طننا بنا ..فمتى نستفيق يا ترى ؟ !.....
منقول للفائده