lost girl عـــضو نــــشـــــيــــط
عدد الرسائل : 44 العمر : 38 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 03/12/2008
| موضوع: خــــــمرة الحزن الخميس ديسمبر 25, 2008 11:07 pm | |
| خمرة الحزن
*******************
كـل صباح كـان يجاهد لطرد بقايا أحلامه... المغموسة بالخوف
يفرك وجه المترهل كأنه يمسح صمغ خوفه
عن جلده يقوم من سريرة بصعوبه كأنه
تمنى ان ينفض عن كاهله سنواته التى قاربت الثمانين....... يُعدّ قهوته على نار هادئه يتقصّدً ان تكون ضعيفة كي يمرر بها الوقت
في الواقع ادهشته قدرته على التعود على السأم والقلق لهذه الدرجه..
يجلس على مقعده الاثير في الصالون....
يستمع لنشرة الاخبار من محطات عدة ّفيشعر ان اكتئابه اصبح شاملاً...
في الماضي كانت وحدته هي حريته...
علمته الحوار مع نفسه... ابتدأ مرحلة التقاعد بهمة عاليه..
قرر ان يبدأ حياة جديدة دافناً أحزانه
على زوجته التى تركته دون لحظة وداع .....
وانتقلت الى العالم الأخر..
كل صباح كان يقصد مقهى شعبياً متأبطاً جرائد عدّة.
يجلس في المقهى ساعتين على الاقل يقرأ الصحف ويقحم نفسه في الاحاديث مع رواد المقهى...
لكن متعته الوحيدة في ارتياد المقهى تقلصت
حتى تلاشت لأن راتبه التقاعدي لا يسمح بتلك الرفاهية التافه.
وحين وصف له الطبيب ادويه لالتهاب المفاصل
اصيب بعجز مادي حقيقي....
وصار عليه ان يتقبّل معونة اولاده راسماً ابتسامه الذّل على وجهه...
أولاده اين هم ؟؟
من يصدقه اذا اعترف لنفسه مراراً انه لا يصدّق ان لديه ابناء..!!
يحاول ان يعذرهم ...فالحياة تطحنهم ...
يبرر لهم جفاءهم وقسوتهم ..
يقبل عن طيب خاطر ان يكون ساحة صراخهم وغضبهم وقهرهم من الحياة التى حوّلتهم ,,وأمثالهم جيل من الجائعين...
ذات يوم حضر شجاراً حادّاً بين ابنه وزوجته
وصل حدّ الضرب
بسبب كيلوين من الموز...
الزوج يتّهم زوجته
بالأسراف لأنها إشترت كيلوين..
والزوجه فجّرت
كل قهرها من الزمن بزوجها متّهمة
إياه بالبخل وبأنهاتعيش عيشة الكلاب معه
وفي النهاية الشجار تمنىّ كل منهما لو لم يتّزوج الأخر..
((يتـــــبـع)).... [/u][/i][/b][/center] | |
|
نغومه النعومه الإبداع
عدد الرسائل : 261 العمر : 35 نقاط : 97 تاريخ التسجيل : 28/10/2008
| موضوع: رد: خــــــمرة الحزن الجمعة ديسمبر 26, 2008 7:24 am | |
| في انتظار تتمت القصه غاليتي | |
|
al ansari عـــضو نــــشـــــيــــط
عدد الرسائل : 128 العمر : 37 نقاط : 1 تاريخ التسجيل : 05/12/2008
| موضوع: رد: خــــــمرة الحزن الجمعة ديسمبر 26, 2008 10:42 am | |
| قصة مشوقة لكن بسرع نزلي الباقي تقبلي مروري | |
|
lost girl عـــضو نــــشـــــيــــط
عدد الرسائل : 44 العمر : 38 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 03/12/2008
| موضوع: رد: خــــــمرة الحزن السبت ديسمبر 27, 2008 1:15 am | |
| كـان يغض النظر عن زيارات أولاده له بهدف الأطمئنان عليه.. كل منهم يخرج حاملاً غرضاً من البيت لوحة.. سجادة..اطباق..
وحتى الشراشف اخذوها تاركين له شرشف لينام به.. ثم يتركونه أعزل في مواجهة أحزان قلبه مع ابتسامة حزينه يفاجئه به وجهه حين يلمحه عرضاً في المرآه.. لم يخطر ببالهم ان سلوكهم هذا يعني انهم يقولون له: لم يعد لك لزوم أعطنا اشياءك القليلة فما حاجتك لها نحن الشباب والحياة لنا .
لم يستطع ان يعاتبهم قط رغم انه كان يصرخ بصوت متشقق بالغضب والقهر في وحدته لا عناً إياهم ومعاتبا ً ويتخيل أنهم يطرقون صامتين يصغون لكلامه .. لكن ما إن يزوره أحدهم حتى يمتلئ كيانه بالوداعة ويسرع محضراً السكاكر الرخيصة لأحفاده
شاعراً انه يرشوهم ليشحذ منم قبلة ندية يطبعونها على عجل خدهّ المتغضّن بتجاعيد الطيبة..
ذات يوم طلب اليه ابنه ان يعطيه التلفزيون الملون ووعده ان يحضر تلفزيونا بلأبيض والأسود صمّم ان يرفض ويصرخ في وجه ابنه ان طمعهم به
في خريف عمره تجاوز الوقاحة ذاتها لكن حين همّ بالكلام وجد نفسه يقول: خذه يابنّي فقد ضعف نظري وماعدت أميز الألوان بدقة..
أحس ان لسان حاله يقول: خذوا كل شيئ لكن لا تنقطعوا عن زيارة ابيكم المسكين في اعماقه كان متأكداَ انه لو رفض إعطاء ابنه التلفاز لقرار ابنه ان يقاطعه . كانت ايامه تنسااب في فتور وصمت أقرب للشلل. فكل شيئ حوله يبعث على الأسى .صار عاجزاً عن لملمة أفكاره ,يتأمل خشونة الحياة حوله
معاناة البشر يحاول ان يفكر بمشاكلهم معزياً نفسه وشاعراً بتلك الغفلة المتأتيه من المعاناه المشتركة بين البشر
تتبدد كما يتوه الماء في الرمال... تضاءلت زياراته لأولاد ففي كل زيارة يشعر بالحرج وبأنه ضيف ثقيل.. زوجة ابنه البكر لا تكلمه أبداً تنظر إليه بعينيها الواسعتين نظرة باردة ميته
وحين تقول جملتها الوحيده:مع السلامه .يحس انها تصفعه ... كلهم ينصرفون عنه لمتابعة برامج التلفزيون يتظاهر
انه يتابعها معهم لكن حين يصدر عنه تعليق او يشتاق لخلق حديث معهم يزجرونه كي لا يقاطع انتباههم لحوار الممثلين الاكثر اهميه من حديث هذا الرجل العجوز الذي فقد حاجته الوحيدة في الحياة.. الحـــنـان.. ينسى يوم كان يتغدّى عند ابتنه البكر كان سعيداً بدفء الوجوه التى يحبها والتى يشعر انها الوحيدة التى تخصه في ما تبقى له من العمر.. احس بعدوى وهو يتأل احفاده يأكلون الطعام بشهيه
فوجد نفسه يتحول طفلاً وياكل مثلهم بمتعه وشهيه. . الى ان انقض عليه صوت زوج ابنته يصرخ بزوجته:قلت لك انت اسكبي له السبانخ واللحم ,,اللحم احق به الاطفال
الا ترين انه اللتهم نصف كمية اللحم؟؟ لم يعد يسمع توقفت اللقمة في بلعومه وكاد ان يختنق هزّته نوبة سعال عنيفة لدرجة احس ان
عينيه ستخرجان من محجريهما, وان قلبه سيتوقف..
عاد الى بيته مهزومتاً منكسراً أحس انه لم يتبق له سوى شرف عزلته يصونه من الأذى أقرب الناس الى قلــبه المنكسر.. صار عاجزاً عن ان يتمنى
فماذا عساه يتمنى؟؟ أمزيداً من تراكم الذل؟؟ إنـه لا يريد سوى الرحه ترى كيف هــي؟؟..
يــتـبع....
[/u][/i][/b] | |
|
عبدو مدير المنتدى
عدد الرسائل : 242 نقاط : 83 تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| |
lost girl عـــضو نــــشـــــيــــط
عدد الرسائل : 44 العمر : 38 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 03/12/2008
| موضوع: رد: خــــــمرة الحزن الأحد ديسمبر 28, 2008 2:17 am | |
| كان أبناءه يحضرون له الطعام بالتناوب..
وفق برمانج اتفقوا عليه في البداية كانوا يجلسون معه لساعة او اكثر
يحدثونه ويطمئنون عليه يوصونه الا ينسى قفل جرة الغاز..
لكن زياراتهم صارت اقصر حتى انعدمت..
ربما ملّوا منه لان سمعه غدا ثقيلاً..
فكانوا يضطرون للصراخ ولإعادة الكلام مراراً
صاروا يدّعون المشاغل الكثيرة... ويمدون له طعامه من طاقة الباب المستطيلة..
كان يتخيل دوماً تلك اللقطة من فيلم قديم كيف تقدّم فيهامرأة الطعام لكلب ..
يحسّ تمام ّانه استحال الى حيوان... كان يأخذ منهم طعام الذل إنهم لا يتركونه أبداً بلا مؤونه لألمه
يخشون ألا يجد ألمه.. ليتغذى به كل يوم...
ذات مساء أحس أن روحه تختنق ..اشتاااق ان يتحدث مع إنسان حديث قلب لقلب...
قصد ابنته الصغرى كان يعرف أنهم في الداخل فالضوء يشفّ من شقوق الباب وصوت التلفاز ملعلع
قرع الجرس وقلبه يختلج بشوق كبير لكل تلك المعاني الأنسانيه...
التي نسيها إنسان اليوم لمح خيالاً يتحركــ من وراء زجاج الباب خفت صوت التلفاز وابتعد الخيال كرر القرع مراراً ...وظل الباب موصداً...
تلقى طعنة في قلبه المتعب من خيبات الحـب.. ورغم ألمه لم يستطع ان يرجع الى صقيع وحدته..
قصد بيت ابنه وفي أعماقه كان يفتش عن طعنه اخرى تتآزر مع الطعنة الاولى وتقتلة..فتح ابنه الباب بوجه شوّهه الغضب
..أحس ان ابتسامته بلهاء لأنها لم تحرك أي شيئ عند ابنه ماان لمحتهُ زوجة ابنه حتى تعللت بالصداع..
وذهبت لتنام ما إن همّ بالكلام مع ابنه محاولاً معرفة سبب انزعاجه حتى انفجر الاخير كقنبلة.. كان يدوي صوته مرعباً لدرجة اهتزّت معها الستارة ...
لا احتمل كلمة اتفهم انت السبب..
انت من اخرجتنا الى دنيا الشقاء.. رجل بائس وفقير لماذا يتزوج..؟؟ لماذا ينجب الاولاد..؟؟ ليعيشو عيشة الكلاب اليس كذالك..؟؟
ودّ لو يقول: لقد علمتك حتى انهيت دراستك الجامعيه وربيتك احسن تربية وسحقت نفسي من اجلك ودست على كرامتى لسعادتك...
لكن الكلام تخّثر في بلعومه وتبددّ..
لم يعتذر ابنه عن عاصفة غضبة التى صبّها على والده
حلّ بينهما صمت ثقيل خرج الابن المشحون بالقهر صافقاً الباب وراءة
غير مبالاً بنظرات الذعر والألم في عيون أولاده..
أوشك للحظة ان ينهار عند قدمي حفيده ذو الاعوام الخمسة... وان يوسّد رأسه في حضنه اقترب الصغير وامسك يده رفع الصغير عينيه حوّلهما الحزن لعيون تشبه عيون جده المنخور بالالم..
احس ان الصغير يحتمي به.. مسح بكل الحنان المقموع في روحه على راس حفيده
وهمّ ان يبكي راكعاً على قدميه ورأسه في حضن حفيده...
هكذا اشتهت روحه لكنه تراجع خائفاً..
وهو يسمع صوت زوجة ابنه تصرخ بأولادها بخشوونة ان يدخلوا غرفتهم..
(كُل طعامك كالحيوان).. هذه الجملة كان يبتدئ بها نهاره وترافقة بإلحاح اليوم كله...
وفي بيته الضّيق العاري من الأغراض ..
كان يحّس انه يختبر شعور العيش في القبر ...
لكن مشاعر رائعة.ومفاجئة كانت تتسللّ الى روحه..
وهو في قمّة يأسه..فيحس وهو يتقبل قسوة اولاده ان روحة غنية وان الله يساعده بطريقة خفية
ويجعله يتذوق قطرات من العذوبة والطمئنان النفسي..
فتحول قلبه المتورم من القهر الى قلب يتسع للعالم بأسره..
بل يحس قلبه اكبر من العالم..
فيشفق على قساة القلوب الذين افقدهم الغضب والقهر موهبة الحب..
والذين أنساهم زمن المادة أبجدية الحنان..
ذات صباح وبعد ان اعطاه ابنه طعامه من طاقة الباب...
ودخل المطبخ دخلت قطة من الباب الذي نسيه مفتوحاً
يبدو انها شمّت رائحة الطعام..
اشتعل قلبه فجأة بسعاده من وجد حلاً لأزمة عذبته طويلاً...
اسرع واغلق الباب لكي لاتهرب القطة ..
وقدم لها الطعام كم كان سعيداً وهو ينظر اليها...
جلس على مقعده الاثير وهو يراقبها بسعاده..
اتكأ رأسه على المقعد وهو مبتسم ... لتلك القطة اغمض عينيه...ترائ له طيفها..
اين انت ياعمري ..اين ذهبتي ..تركتيني بلا وداع..؟؟
آآه..آآه ..كم اشتقت اليكـٍ
لا تذهبي وتتركني خذيني معك ياسلوت الروح...؟؟
فارقت روحه ذالك الجسد تاركن ذالك الغضب والحقد لابناءه ...
ذاهب معا زوجته التى عاشت معه اروع لحظات عمره...
اغدقت عليه حنانها قطرة قطرة ... بعد ان..
((خَــمَرةُُ الحُــزن..))
The End
اتمنى ان تنال اعجابكم ...
تحــياتي.. [/i][/b] | |
|
ابو امير عـــضو نــــشـــــيــــط
عدد الرسائل : 43 العمر : 37 نقاط : 2 تاريخ التسجيل : 16/12/2008
| موضوع: رد: خــــــمرة الحزن الخميس يناير 08, 2009 2:16 am | |
| حنان المرأة أقوى من قوة الرجل .... كلما عظم شأن الزوجة دل ذلك على نبل زوجها وعلى عظيم خلقه ... نهاية رائعة .... تقبلي مروري | |
|