مقال بقلم مصطفى الآغا (عربيان في جنوب إفريقيا !!! )

***************************************************************


الآن وبعدما تأكد تعاقد قطر مع الفرنسي ميتسو وبعدما تأكد فعلا أن فوساتي أجرى عملا جراحيا ( كبيرا وأتمنى الشفاء له من كل قلبي ) كما أتمنى أن يقام له حفل تكريمي كبير يليق به وبما قدمه للكرة القطرية ، وبعدما تأكد الكل أن قطر لم تفاوض ولم تتحدث حتى مع ميتسو خلال وجوده مع المنتخب الإماراتي ، بل هي تعاملت مع وقائع وجدتها أمامها وتعاطت معها بما يصب في خانة المصلحة الوطنية من وجهة النظر القطرية ، وبعد إنتهاء قصة إيمرسون بكل فصولها والتي أرخت بظلالها السيئة على جماهير الكرتين العراقية والقطرية وأتمنى لهذه الغيمة أن تزول إلى غير رجعة لأن البلدين شقيقين ( رغم قناعتي الشخصية أن العراقيين يشعرون بأن ظلما كبيرا قد أصاب كرتهم ولكنهم أيضا يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية لأنهم لم يتصرفوا ضمن المواعيد القانونية أو ضمن الاصول القانونية ) وهو جدل سيبقى طويلا عالقا في أذهان العراقيين ولن ألومهم على ذلك ........

الآن بات على الجميع طي كل الصفحات والملفات والتفرغ لرحلة قطر والإمارات ولسعودية والبحرين نحو جنوب إفريقيا 2010 وهو ما أراه ممكن التحقيق بالنسبة للسعودية وقطر تحديدا والبحرين بدرجة أقل والإمارات بدرجة شبه مستحيلة وهو ما قاله ميتسو ولم أقله أنا ....

ومن ينظر جيدا في خارطة الكرة الآسيوية وأوضاع منتخباتها العشرة سيجد أن التأهل ليس مستحيلا خاصة بالنسبة لمن خاض تصفيات شاقة وصعبة ... وبعد أن جمعت السعودية وقطر 4 نقاط من مباراتين مع افضلية الفوز للسعودية خارج أرضها ومع بقاء مواجهات الإمارات وكوريا الشمالية والجنوبية على الأرض السعودية أي 9 نقاط ضمن الأراضي السعودية أجد أن طريقها شبه سالكة نحو جنوب أفريقيا وهي قد تجمع 14 أو 15 نقطة وهو رقم يكفيها للتأهل المباشر ....

أما قطر فستلعب مباراتين على أرضها مع إستراليا واليابان أي 6 نقاط أضافية نجد أن مفتاح البقاء في سباق المنافسة سيبدأ ( منطقيا ) أمام إستراليا هذه الدولة التي أعلن كل رؤساء الإتحاد العربية المشاركة في التصفيات عن عدم رغبتهم بالسفر إليها لفروق التوقيت الكبيرة ولكن المواجهة القطرية الإسترالية ستكون بعد حوالي 15 يوما وهي مدة كافية للسفر قبل فترة من المباراة خاصة وأن المواجهة الثانية مع اليابان ستكون بعد أكثر من شهر .... أي أن امام ميتسو فترة معقولة للتكيف مع المعطيات التي بين يديه وهو لو لم يشعر أن قطر قادرة على التأهل لكأس العالم لما قبل مهمة تدريب منتخبها .....



حتما رحلة قطر أصعب من رحلة السعودية وإستراليا واليابان قوتين كبيرتين ولكن ليس مستحيلتين ومعهما البحرين التي أضاعت على أرضها قبل سنوات فرصة العمر امام ترينيداد وتوباغو ويومها قال أهلها أن هذه الفرصة قد لا تتكرر بعد ربع قرن .... ولا أعرف إن مازال أهلها عند قناعاتهم أم أنهم يعتقدون أن المشوار الجنوب إفريقي ممكن التحقيق ... وهو ممكن في عالم كرة القدم التي لا تعترف إلا بمن يعطيها .. فتعطيه ......





"نقلاً عن مجلة ستاد الدوحة"